الاثنين، ٢١ ربيع الأول ١٤٢٨ هـ

تعقيبا علي سمير ناصيف: غرفة التجارة العربية ـ البريطانية كانت دائما البيت العربي الاوروبي



تعقيبا علي سمير ناصيف: غرفة التجارة العربية ـ البريطانية كانت دائما البيت العربي الاوروبي
09/04/2007
اذا كان قد قيل انه علي قدر استنارة صاحب القلم يستنير القارئ، فان ما كتبه الاستاذ سمير ناصيف في القدس العربي العدد (5543) الصادر يوم الاربعاء 28/3/2007 تحت عنوان: غرفة التجارة العربية ـ البريطانية تستعد لمرحلة جديدة من تنشيط العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة والعالم العربي غير مستنير ولا ينير مدارك قارئيه.وقد بدا لي ان الاستاذ ناصيف استسهل الكتابة وتعجلها، فسوغ لقلمه ان يكتب ما كتب من دون تبحر واسترشاد ورجعة الي الينابيع. اذا كان الصحافي مؤرخ اللحظة كما يقول البير كامو، فان هذا لا يحصل إلا من فهم كامل لتلك اللحظة التي ليست الا حلقات من ممارسات مسكونة بالماضي، متواصلة وممتدة يفيد منها لاحق من سابق.ومن طفرات الكلام الذي صاغه ناصيف، (في معرض نقله لوقائع لقاء نظمته غرفة التجارة العربية ـ البريطانية مع الصحافة العربية، عرضت فيه برنامج نشاطاتها ومشاريعها للمستقبل)، ما كان من الاجدر ان لا يكون، وقد افتقر الي الدقة، وامعن في تحجيم دور الغرفة التي كنت من مؤسسيها الاوائل وعلي مدي 30 عاما امينها العام ورئيسها التنفيذي، كقوله بالحرف: واكد الامين العام (بالانابة) للغرفة جورج عسيلي ان الادارة تتمني تحقيق روابط وثيقة مع وسائل الاعلام العربية، لكي تتجاوز الدور الضيق الذي كانت تلعبه الغرفة في الماضي، الا وهو تحضير الوثائق وتوضيح الشرائع والقوانين للشركات البريطانية العاملة في منطقة الشرق الاوسط، والتأكد من عدم وجود هذه الشركات علي لائحة المقاطعة !ان هذا الكلام ردده ويردده، المعادون للعرب في بريطانيا، والذين كانوا يرمون غرفة التجاربة العربية ـ البريطانية بتهم شتي احداها ان علة وجودها وهدفها الوحيد هو ان تكون الذراع الطولي للمقاطعة العربية.. متجاهلين عن قصد ومغيبين عن عمد نشاطات الغرفة طوال رئاستي لها عن نوازع العرب، ولا تغاضت عن شؤون زمانهم، بل اتصلت بهموم الامة، ودافعت عن قضاياها في محافل صناع القرار في بريطانيا وبروكسيل (مقر الاتحاد الاوروبي ) وفي كل مكان تواجدت فيه.واغلب الظن ان الاستاذ سمير ناصيف لا يعرف ان جورج عسيلي كان خلال تواجدي علي رأس الغرفة ، الشريك الفاعل في انشطتها كافة. لذلك فهو يعرف تمام المعرفة ان دورها لم يكن ضيفا ويتجاوز فعلا تحضير الوثائق للشركات وتطبيق المقاطعة، الي وقفات ملتصقة بالقضايا العربية، وتوثيق العري والروابط بين المجتمعات الاقتصادية، وبين القطاع الخاص العربي ونظيره البريطاني، وانه كانت لـ الغرفة اليد الطولي في تعهد جيل كامل من الاقتصاديين العرب، الذين راحوا بمؤازرتها يرسخون افضل العلاقات التجارية مع بريطانيا وسائر البلدان الاوروبية.لذلك، لما حملت الي جورج عسيلي ما جاء في القدس العربي معاتبا، نفي ان يكون قال ما نزل من قلم الاستاذ سمير ناصيف علي الورق ليطبع وليقرأه الناس!وما دام كل شيء بات في الضوء، فلا يمكن لأحد ان يعطل الذاكرة، فالزمان قريب والنسيان غريب، وفي ذاكرة سجل الغرفة العديد من المعارض التي كانت تنظمها بشكل دائم ان في مبناها المرموق في 6 بيلغريف سكوير (13 معرضا تجاريا، ومعماريا، وفنيا)، ام في اولمبيا 2 يشهد علي ذلك معرض صنع في السعودية ، ومعرض الخليج وبريطانيا ، ومعرض العمارة العربية الي جانب المؤتمرات والمحاضرات والدراسات والمناظرات والندوات التي كانت مجالا خصبا لتلاقح الافكار، وتطارح هموم الفكر والسياسة والاقتصاد.ولعل من ابرز المعارض واكثرها استهدافا، كانت اربعة اقامتها الغرفة للمنتوجات اللبنانية، في وقت كان لبنان يتقلب علي جمر الاحتراب الداخلي، وقد استهدفت الغرفة من تلك المعارض الاخذ بيد لبنان ومعاونة الصناعيين والتجار اللبنانيين علي الصمود في وجه المحنة العاتية التي لفت بلادهم، وكان جورج عسيلي في ذياك الزمن عضوا في الغرفة ومن الناشطين لانجاح تلك المعارض الاربعة.وفي كتاب احداث لها تتمة.. قصة غرفة التجارة العربية ـ البريطانية الذي نشره العام الماضي منتدي الحوار العربي ـ الاوروبي في لندن، ما يغنيني عن الاستفاضة حول نشاطات الغرفة والمشاريع التي انجزتها، وفيه ما كان سينير درب الاستاذ ناصيف لو استعان به، وراجعه ورجع اليه للوقوف علي حقيقة دور الغرفة فيكون بذلك اســـــتفاد وافاد، ولكان ايقن ان ما عرض في اللقاء من نشــــاطات ومشاريع، تبقي نذرا قليلا مما كانت الغرفة قد قامت به في الماضـــــي وحققته.في 32/3/2007 دعتني الغرفة الي حفل غداء اقامته تكريما للورد تشارلز دنمان، رئيس مجلس الاوصياء في الغرفة (الذي يشرف علي الصندوق الخيري لمعاونة الطلبة النابهين للحصول علي درجة الدكتوراه في العلوم وغيرها)، حضره جمع من ابرز الشخصيات البريطانية، الي جانب رئيس الغرفة وامينها العام بالانابة جورج عسيلي.وكانت الغرفة قد دفعت خلال وجودي علي رأسها حتي استقالتي في 1/1/2004 مبلغ 3 ملايين جنيه استرليني من مداخيلها لتنمية هذا الصندوق، وقد طلب مني ان اتحدث عن اللورد دنمان الذي كنت اعرف مدي نزاهته وحرصه علي انجاح عمل الصندوق، فأكدت علي دور الغرفة وانها كانت منارة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الطيبة بين المملكة المتحدة والدول العربية، وقد بذلت الجهود الجبارة لتعزيز تلك الروابط، والعمل مع الغرف التجارية البريطانية ووزارة التجارة البريطانية و جمعية الشرق الاوسط MEA وكافة الدوائر المسؤولة في المملكة المتحدة من اجل الارتقاء بالعلاقات وتوطيدها علي جميع الاصعدة .ان هذا النمط من الكتابة الصحافية، الذي لجأ اليه الاستاذ ناصيف عفاه الزمن، فان احدا لا يمكن ان يكتب في زمن المعلوماتية والقرية الكونية، علي المزاجية من دون الرجعة الي المعلومة الصحيحة، وتأييد القول بالحجج القواطع.والا كيف تؤدي الصحافة غرضها في الاضاءة علي الحقائق؟والله يعيننا علي امثال الاستاذ ناصيف من الصحافيين، كما يعين امثاله علي امثالنا ويرفق بحالنا وحاله.عبد الكريم المدرسالامين العام المؤسسلـ منتدي الحوار العربي ـ الاوروبي في لندن

ليست هناك تعليقات: